سيف الله المسلول
عدد المساهمات : 161 نقاط : 233 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 05/03/2009
| موضوع: المبشرون بالجنة الأحد مارس 08, 2009 12:01 am | |
| السلام عليكم
تمهيد الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه، وأؤمن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرط، وضلّ ضلالا بعيدا، وأوصيكم بتقوى الله، فانه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضّه على الآخرة، وأن يأمره بتقوى الله، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة، ولا أفضل من ذلك ذكرا، وانّ تقوى الله من عمل به على وجل ومخافة من ربه، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلن، لا ينوي بذلك الا وجه الله، يكن له ذكرا في عاجل أمره، وذخرا فيما بعد الموت، حين يفتقر المرء الى ما قدّم، وما كان من سوى ذلك، يودّ لو أنّ بينه وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه، والله رؤوف بالعباد، والذي صدّق قوله، وأنجز وعده لا خلف لذلك، فانّه يقول عزّ وجل:ما يبدل القول لديّ وماأنا بظلام للعباد. فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية، فانه من يتق الله يكفّر عنه سيئاته، ويعظم له أجرا، ومن يتق الله، فقد فاز فوزا عظيما، وانّ تقوى الله يبيّض الوجوه، ويرضي الرب، ويرفع الدرجة. خذوا بحظكم ولا تفرّطوا في جنب الله، قد علمكم الله كتابه، ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن الله اليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيا من حيّ عن بيّنة، ولا قوة الا بالله، فأكثروا ذكر الله، واعملوا لما بعد اليوم، فانه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأنّ الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر ولا قوة الا بالله العظيم. هذه المقدمة هي خطبة كاملة من احدى خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم، كما أوردها كل من ابن جرير والقرطبي رحمهما الله. ان الذي دعاني للكتابة عن هذه الشعلة المباركة المضيئة: هو قلة معرفتنا بها، والبعض منا نحن المسلمون لا يدرك من هم العشرة المبشرين بالجنة، ولاالمقطوع لهم بالجنة، ولا الأشهر القمرية، ولا حتى الأشهر الحرم، على حين جميعنا وبالاجماع يدرك الأشهر الشمسية، والأعياد الغربية ، حتى وأنه يحصيها كما لو أنه يحصي أسماء أولاده. انّ الله تبارك وتعالى أمرنا بالاقتداء بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الحديث الشريف الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سألت ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي، فأوحي اليّ: أنّ أصحابك عندي بمنزلة النجوم من السماء، بعضها أقوى من بعض، ولكل نور، فمن أخذ بشيء ممن هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى، ثم قال عليه الصلاة والسلام: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ولعل هذا الحديث الشريف يدحض ادعاء الذين لا يعترفون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بسنة أصحابه الكرام البررة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه سبحانه وتعالى. انّ الهدف من عرض سيرة الصحابة الكرام كي ندرك كيف كان هؤلاء يعبدون الله ويخلصون له العمل سبحانه وتعالى ، وكيف كانوا يطيعون النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كانوا يخافون عليه حتى من نسمة الهواء الطائرة، وكيف كانوا يدافعون عن دينهم ومقدساتهم، وكيف كانوا فيما بينهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا. أما كيف وصلوا الى كل تلك الكرامات؟ فلأنهم امتثلوا لأوامر الله تبارك وتعالى بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم, ولأنهم رضي الله عنهم أامتثلوالأمر الله عزوجل, فقد فازوا فوزا عظيما ونالوا الدرجات برضوان الله تعالى عليهم القائل فيهم: رضي الله عنهم ورضوا عنه، وماذا بعد رضا الله؟ جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك، نعم الثواب وحسنت مرتفقا انّ هذه الابحاث كنز ثمين لايعادلها أموال وخزائن الدنيا قاطبة، ذلك أنّ العلم الشرعي فريضة على كل مسلم ومسلم, وهو كنز لا يفنى، ولولا أنه ذو قيمة عالية عند الله عزوجل لما امتدح الله عزوجل العلماء بقوله: انما يخشى الله من عباده العلماء ان عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين هو عصر المثل والآخلاق ولن يتكرر، وقد كان يزخر بقوم كانوا يتسابقون فيه الى الكمال الانساني الرائع، فمنهم الطائر المحلق ومنهم المهرول، ومنهم المقتصد، وجميعهم رضي الله عنهم كانوا في قافلة الخير يسيرون الى أن وافاهم الأجل ونفوسهم آمنة مطمئنة، وفيهم رضي الله عنه وليس العشرة المبشرينبالجنة، هم فقط أصحابها، فهناك أيضا: أهل بدر وعددهم 313 وأهل الحديبية وعددهم 1500 وأهل بيعة الرضوان وعددهم 1400هؤلاء جميعا من أهل الجنة انشاء الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية-- وفي حديث آخر قال النبيصلى الله عليه وسلملن يدخل النار ممّن بايع تحت الشجرة— والله عزوجل يؤكد لعباده أنّ جميع أهل بيعة الرضوان من أهل الجنة، يقول تبارك وتعالى في سورة الفتح 19: لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا وعن جابر رضي الله عنه قال: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة رضي الله عنها:لا يدخل النار ان شاء الله من أصحاب الشجرة أحد بايعوا تحتها، فقالت (أي حفصة رضي الله عنه) : بلى يا رسول الله!فانتهزها، فقالت قوله تعالى: وما منكم الا واردها، فقال: قال عزوجل: ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا. وقد قال الحافظ بن حجر رحمه الله: قال أبو محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا، لقوله تبارك وتعالى: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والحسنى هنا هي الجنة. فثبت ان جميع الصحابة انشاء الله تعالى من أهل الجنة، وهم المخاطبون بقوله تبارك وتعالى، والله وحده أعلم.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه الذين لا زالوا ينتظرون دورهم الى دار الخلود : ايها الناس! زوروهم وسلموا عليهم فو الذي نفسي بيده: لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة الا ردوا عليه السلام. وأختم مقدمة البحث بحديث نعيش هذه الأيام بوداره بعدما كثرت الملل وتعددت التبعيات وانقسم الناس الى فرق كل فرقة تعتقد أنها الناجية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ذلك: لياتينّ على أمتي كما أتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل، وانّ بني اسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار الا واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله، قال: ما أنا عليه وأصحابي اللهم اجعلنا من ملة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الذين يهتدون بسنته، ويستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم اجزي عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخير ما جزيت به نبيا عن أمته. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين | |
|